Images

رسالة إلى متدين...


رسالة إلى متدين...

كنت دوما أحسدك بطريقة ما.
كنت دوما أخفي هذا الشعور ، وأغلفه بالسخرية منك، بالاستهزاء مما تفعل كلما سنحت لي الفرصة.
لكني ، بيني وبين نفسي ،كنت دوما أحسدك.حتى لا أقول : أكرهك.
بين وبين نفسي، كنت أعرف أن ما تفعله أنت هو الصواب،شيء ما في لاوعيي ، في بقايا ثقافتنا،في القليل من الدين الذي بقي عندي، كان يقول لي أنك أنت للصواب أقرب، وليس أنا..
حاولت دوما أن أقنع نفسي بغير ذلك.نجحت أحيانا.ونجحت في جعل الآخرين يؤمنون بذلك أيضا، لكن ربما كانوا مثلي ، ربما كانوا بينهم وبين أنفسهم يحسدونك سرا على ما نعلن رفضنا له علنا..
كنت دوما بتدينك،تقول لنا -دون أن تقول بكلمات- أننا ضعفاء وفاشلون.
كنت تذهب للجامع ،بينما نقضي الوقت نحن في اللاشيء ، كنت تحفظ القرآن بينما نحفظ نحن أغان تافهة مثلنا ونكات سمجة نحن اكثر سماجة منها..
وكنا نعرف أنك على صواب...كنا نتمنى أن نكون مكانك..
لكننا كنا أضعف منك.
كانت شياطيننا أقوى منا..
بالتدريج ، صرنا عبيدا عند شياطيننا، وبقيت أنت تذكرنا بضعفنا..
صرنا نتصيد لك الأخطاء ، نحاول أن نقول لأنفسنا وللناس أنك لا تمثل الدين،ليس حرصا على الدين حتما ، ولكن فقط حسدا منا ، فقط لكي نشوهك ، كنت أقوى منا بدينك، فلنأخذ دينك منك إذن..كنا نتهاون مع نفس الأخطاء وأضعافها لو صدرت من سواك ، لكن معك لا تهاون ، معك لا بد من الحساب..
لن نغفر لك كم أننا بدونا أمام أنفسنا ، ضعفاء..
*******************
ثم تجاوزنا مرحلة "تضخيم الأخطاء" -التي وقعت أنت فيها فعلا كما يقع كل البشر- إلى مرحلة "اختراع الأخطاء".
صرنا نلفق لك التهم كي نبعد الناس عنك.
وبعد فترة ، صدقنا تلك التهم..أنفسنا..
بل وصدقتها أنت ايضا أحيانا!!!
****************
الأمر اليوم أبعد من كل هذا.
لم يعد تحطيمك معنويا يكفيني.
لم يعد يكفي شهوتي في تدميرك.
لم يعد يرضي حقدي عليك لأنك أفضل مني..
اليوم ينهض قابيل في أعماقي ليكمل مهمته..
اليوم أريد أن أنهيك من حياتي ، أن أنهيك من وجودي ، ما دمت تذكرني دوما بضعفي أمام نفسي وعبوديتي لشيطاني..
لا مكان لك في عالم أنا أعيش فيه..
لا أرض واسعة بما فيه الكفاية لتضمنا نحن الإثنين..
اليوم ، أقضي عليك ، وأنهي الحكاية....

0 commentaires:

عداد زوار الموقع:

تابعونا على الفيسبوك

بحث في المدونة

Featured Posts