Images

حب الخير للغير

حب الخير للغير






الحمد لله والصلاة و السلام على من لا نبي بعده ـ صلى الله عليه وسلم
إن كثيرًا من المشكلات تحدث في حياتنا بسبب الأنانية و الأثرة و تفضيل الذات و الحسد و إن حلاً لهذه المشكلات مطروحاً في الكتاب و السنة ألا و هو حب الخير للغير و الذي يتجلى في قوله تعالى : { إنما المؤمنون أخوة } و قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا حتى تحب لأخيك المؤمن ما تُحبُ لنفسك ) فمن حقوق الأخوة في الدين أن تحب لأخيك ما تحبُ لنفسك و يُسرك ما سره و يسوءك ما ساءه و لكن في حياتنا و بين إخواننا هل يسُركَ ما سره و يسوءك ما ساءه أم ربما يُسَرُ أخوك لنجاحه و تميزه و أنت تتميز غيظاً لتفوقه ؟! إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ علق كمال الإيمان بتحقيق هذا النوع من الرباط الأخوي ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبُ لنفسه ) عد بعض العلماء إذا لم تحب لأخيك ما تحب لنفسك فقد وقعت في كبيره من الكبائر و في قول الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( ما يحب لنفسه ) يعنى من أمور الدين و الدنيا و أحدنا يحب لأخيه أن يدخل الجنة و يدعو له بها و يبخل عليه بدرهمٍ أو دينار و يحسده على علمٍ حصله أو مالٍ أكتسبه أو منصبٍ حازه و كأن الجنة أرخص من هذا كله ولا حول و لا قوة إلا بالله . تخيل أخي الحبيب لو أن كل واحدٍ منا يحب الخير لإخوانه يحب لهم أن يكسبوا و يتقدموا و يتفوقوا و يوفقوا في الطاعات و أعمال الدنيا و الدعوة هل سنجد سبيل للتحاسد أو التباغض أو التشاحن ؟! أعتقد لا و أستحضر هذا المشهد الذي يعكس حسن ظن الصحابة المؤمنين بإخوانهم ( لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون و المؤمنات بأنفسهم خيراً ) في حادثة الإفك و الخبر معروف و لكن ما معنى ( بأنفسهم خيراً ) المقصود إخوانهم فكأن إخوانك نفسك فكيف تظن بهم أو بها قال أبو أيوب الأنصارى لزوجته ( أو كنتِ فاعلتِه ؟ ) قالت : معاذ الله ! فقال فعائشة هي خير منك و لرسول الله صلى الله عليه وسلم خير منى
و من حب الخير للغير قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( لا يبيع بعضكم على بيع أخيه و لا يخطب على خطبة أخيه ) بل يتعدى ذلك لحب الخير لموتى المؤمنين و أحيائهم ما عرفت منهم و ما لم تعرف فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( من استغفر للمؤمنين و المؤمنات كتب الله له بكل مؤمن و مؤمنه حسنه ) لقد نفع نفسه و نفع إخوانه و لا شك و ذلك من رحمة الله و كرمه و هل نظرت إلى هذا المسكين الذي ليس عنده علم أو مال و حاز بحسن نيته و إخلاصه مثل الخير الذي عند إخوانه ( مثل هذه الأمة مثل أربعه : رجل آتاه الله مالاً و علما فهو يعمل في ماله بعلمه , و رجل آتاه الله علما و لم يؤته مالا فقال : لو كان لى مثل فلان لعملت فيه مثل عمله , فهما في الأجر سواء , و رجل أتاه الله مالا و لم يؤته علما فهو يتخبط فيه لا يدرى ما له مما عليه , و رجل لم يؤته الله مالا و لا علما فقال : لو كان لى مال لفعلت فيه بمثل ما عمل فلان فهما في الإثم سواء )
أخي الحبيب : ليكن شعارك من الآن ( حُب الخير للغير ) فلن تخسر إن شاء الله و الحمد لله رب العالمين

0 commentaires:

عداد زوار الموقع:

تابعونا على الفيسبوك

بحث في المدونة

Featured Posts